كيف يصل الغذاء للجنين

تبدأ البويضة المخصبة في رحم الأم بالانقسام والتطوّر منذ بداية الأسبوع للحمل، وتتخصّص الخلايا الأولى المكوّنة للجنين حتى تنقسم وتتحول إلى الأجهزة العضوية المكوّنة لجسن الجنين كالجهاز التنفسي، والجهاز العظمي، والجهاز التناسلي، والجهاز الهضمي، وتستمر بالانقسام والنمو حتّى تكتمل بشكل كليّ في الشهر الأخير من الحمل استعداداً لخروج الطفل على الحياة ولمساعدته عل العيش والاستمرار، وإذا ما كان هذا صحيحاً فكيف يحصل الجنين على غذائه اللازم لنمو خلاياه وتطوّرها وانقسامها في حالة عدم اكتمال تكوّن الجهاز الهضمي له؟ فيما يلي سنقوم بشرح مبسط لكيفية حصول الجنين على غذائه وكيفية وصوله إلى أنسجته وخلاياه.

بعد حدوث الإخصاب تبدأ خلايا البويضة بالانقسام والتكاثر، كما تقوم البويضة في أيامها الأولى برحلة تستغرق عدة أيام من داخل البوق حيث حدث الإخصاب حتّى تصل تجويف الرحم وفي هذه الفترة تحصل البويضة على غذائها من قطيرات الدسم الموجودة بداخلها، وتتكاثر خلاياها خلال الرحلة لكون عددها بالمئات عند وصولها لتجويف الرحم، ونتيجة للزيادة الكبيرة في خلاياها تقوم البويضة بالبحث عن مصدر جديد وأغنى للغذاء، وتجد البويضة في السائل التي تسبح بداخله في تجويف الرحم مصدراً غنيّاً بالغذاء نتيجةً لاحتوائه على كميات كبيرة من السكريات والأملاح التي تمثل غذاءً مثالياً للبويضة في هذه المرحلة من مراحل تطورها.

وفي هذه الفترة يحفّز وجود البويضة في الرحم جدار الرحم على زيادة سمكه وتوسعة أوعيته الدموية، لاستقبال البويضة التي تكون جاهزة لتلتصق بجدار الرحم، وفور التصاقها بجدار الرحم تبدأ بتشكيل زغابات تحتوي على أوعية دموية دقيقة والتي تتغلغل بدورها في بطانة الرحم بحثاً عن الأوعية الدموية الخاصة بالأم لترتبط بها وتكون مصدر غذائها الرئيس خلال هذه الفترة.

يستمر الجنين في الحصول على غذائه بهذه الطريقة حتى يكتمل نمو المشيمة في بداية الشهر الثالث للحمل، والتي تتكّون بشكل أساسي من ثلاث أوعية دموية تربط جسم الجنين وجسم الأم من خلال الحبل السريّ وتساعد على نقل الغذاء إلى الجنين، وهي:

• الوريد: والذي يعمل على نقل الغذاء والأوكسجين من المشيمة إلى الجنين.
• الشريانين: يعملان على نقل الفضلات والغازات من الجنين إلى المشيمة.

ترتبط المشيمة بالأوعية الدموية للأم عن طريق نهايات غنية بالأوعية الدموية الدقيقة والتي يغلفها غشاء رقيق يساعد على ترشيح الغذاء من الأم إلى داخلها كما تسمح بترشيح الفضلات إلى خارجها، ولكن تعجز المشيمة عن تنقية الغذاء القادم إلى الجنين لتحميه من الغذاء المسمم أو الأدوية التي تتناولها الأم وقد تلحق الضرر بالجنين.